الحمدلله الذي عرفني قدري
بسم الله الرحمن الرحيم .. قال الله تعالى : ( أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم ) ، و قال سبحانه : ( و أما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق و قالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله اللذي خلقهم هو أشد منهم قوة ) .
كنت شابا يافعا ذا خلق سيء سواء في علاقتي مع خالقي و معبودي أم مع الناس ، و كنت حينئذ كثيرا ما أتلفظ بما من شأنه أن يخرجني من رفقة الإسلام و الإيمان ، و كعادة الله تعالى مع الجاحدين لأنعمه و الكافرين به إذ قال سبحانه ( فمهل الكافرين أمهلهم رويدا ) ظللت أغوص في بحر الجحود و الضلال دونما خوف أو وجل من الله تعالى.
ثم كانت فترة امتحانات الثانوية العامة (التوجيهي) و في أحد الأيام بعد أن رجعت من المدرسة فكتبت جدول الامتحانات النهائية ثم علقته على الحائط و كتبت تحته قول الله تعالى ( وعداً علينا إنا كنا فاعلين ) نعم - و أستغفر الله تعالى - كتبتها أعد نفسي المتكبرة أنني سوف أنجح في تلك الامتحانات
كتبتها بيد جاحدة متكبرة تعاظمت حتى بلغ بها أن تسطر آية من كلام المنتقم الجبار و تنسبها إلى نفسها .
ثم كانت فترة الامتحانات النهائية و كان من عدل الله تعالى و قدرته أنني و كلما هممت لدراسة مادة الامتحان انغلق علي عقلي و لم أستطع الدراسة فيضيق صدري من ذلك فأرمي الكتاب على طول يدي كما يقولون !!
حدث معي ذلك في أكثر من امتحان ثم إنني ضاقت علي الأرض بما رحبت من كثرة همي و الضيق الذي في صدري فألقيت الكتاب كالعادة و ألقيت بنفسي _ كذلك على السرير و نظرت إلى السماء و قلت: يا رب تقول أنك رحيم يا رب ارحمني يا رب إذا كان في ذرة رحمة ارحمني يا رب أريد أن أنجح : ( أستغفر الله ) قلت ذلك و أنا أبكي و في غاية الذل لله العلي الكبير ، ثم كانت النتائج فإذا أنا في عداد الناجحين ، و من وقت ذلك أدركت ما أراده الله تعالى لي إذ أراني مدى جحودي و طغياني و كذلك ضعفي ، و فهمت ذلك جيدا ، و بعد ذلك ألزمت نفسي أن أجيب من يسألني عن نتيجتي : أنا ناجح بفضل الله تعالى ..
نعم بفضل الله تعالى ، فالحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السموات و الأرض و ملء ما شاء سبحانه من شيء بعد و رحم الله البغدادي إذ قال :
يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترف … ثم انتهى ثم اكتوى ثم اعترف
أبشر بقول الله في آياته … إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
كتبتها تحدثا بفضل الله علي و رحمته بي ، و تذكرة للغافلين لعلهم يتوبون و إلى ربهم ينيبون ، بلى إن لم يتوبوا ، حتما سيعلمون عظمة من كانوا يعصون !
كتب بواسطة ابوعبدالرحمن