عمون - كتبت رندا حبيب - لا أعرف لما هذا الهوس بإفساد البقاع الجميلة في بلدنا.
لماذا يكون لدينا سجن كسلحوب في مكان يصلح تماماً ليكون حديقة عامة أو منتجعا؟ من الذين نحاول مكافأتهم؟!.. ولماذا تكون غاباتنا الثمينة والضئيلة ضحية للاعتداء والدمار؟!
الغابات لا تمثل سوى 1% من مساحة المملكة، لذا ينبغي احترام هذه الثروة الوطنية النادرة وحمايتها. لا شك أن بناة الدولة تمتعوا ببصيرة نافذة عندما سنوا قوانين صارمة لحماية الاشجار الحرجية، واستبسل القائمون على الحراج للدفاع عنها طيلة سنوات حتى أصبح بعضهم أسطورة.
كان ذلك لحماية هذا الإرث الذي لن يعوض من تعديات محتملة، أحد أمثلتها مشروع انشاء اكاديمية عسكرية في غابات برقش، قال الخبراء انه يتطلب ازالة مئات الأشجار.
لدينا ما يكفي من الأراضي في الأردن لاستضافة الأكاديمية العسكرية دون الحاجة إلى اقتلاع اشجار عمرها 500 عام، والتي يشكل بعضها عينة نادرة.
ازالة شجرة في بلد صحراوي هو خطيئة بل حتى جريمة قتل. لا ينبغي لأحد أن يكون طرفا فيها.
إن صحت المعلومات التي تتحدث عن ربط هذه الأكاديمية مع كلية ساندهيرست العسكرية المرموقة، علينا ان نتوقع ان تتعامل ساند هيرست مع اشجارنا بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع الاشجار في بريطانيا، وان تصر كما نصر نحن بأن يكون هذا المشروع صديقا للبيئة رفيقا بها. أعتقد أن أي مشروع صغر أم كبر يجب أن يجاز بيئيا. ويجب أن نعي أن لتصرفاتنا ثمنا لا بد من دفعه اّجلا أم عاجلا، والمسألة هي توازنات بين منافع ومفاضلة بين خيارات.
بعض أصحاب الأراضي التي تم استملاكها في المنطقة من قبل السلطات من أجل المشروع أعربوا عن رفضهم تجريد أراضيهم من الأشجار.
وعلى نفس الصعيد، آن الآوان للحكومة ان تنظم رحلات التخييم التي تجري في غابات المملكة وسط مخاطر اندلاع الحرائق التي تحدث كل عام. يجب أن يكون لدينا مساحات محددة للتخييم والنزهة بعيدا عن الأشجار، حيث يمكن للناس التمتع بظلال المظلات والإنتعاش بالهواء النقي والمناظر الخلابة دون خلق حالة من الفوضى والمخاطرة بغاباتنا وحرمان احفادنا منها إذا أسأنا اليها.
رندا حبيب