فجر هذا اليوم ابتلعني حزنٌ,وغمٌ شديد,وتدحرجت على الخد دمعة ترَكَت مجرى العين مفتوحاً ينزفُ مطرا من دمع.
أبكي على أرملة في الخمسين من عمرها تسكنُ واحدةً من الخيام البالية,ويسكنُ قلبَها بلاء خمسة من المعوقين هم أولادها!.
الأرملة ام محمد وكما روى موقع سرايا حكايتها,تعيش على أرض خلاء شبه نائية على أطراف الأزرق وليس لها من مُعيل سوى الله,تعرّضت للسرقة من قِبل مجهول هو على أغلب الظن أقرب لفصيلة المُفترسين منه للبشر!,الوحش الذي استبدل قلبه بقطعة من الصوان الصلد,لم يجد ما يسطو عليه داخل خيمة السيدة البائسة سوى دواء المُعوقين الخمسة والذي يعلم الله وحدة كم من عزة نفس تُريق المسكينة كي تحصل عليه إذ تضطر لتسوله ربما!.
لم يكتفِ الوحش بهذا بل حمل معه بِضعة كيلوات من الأرز الذي خبأته الأرملة كي تُطعم أيتامها الجوعى أرزاً مسلوقاً بدمع عينيها المملح!.
للسيدة الأردنية,العربية,المسلمة,الحُرّة أقول:
والله يا أختاه لو كنتُ أملك المال لشددت رحالي نحو فيافي الأزرق بحثا عنكِ كي أعتذر عن بطش,ووحشية,وقسوة,وغدر البشر أولاً,وكي اقدّم ما يتوجب على شقيق أن يقدمه لشقيقته في حالة كهذه,لكنني لا أملك سوى أن أتسول عطف من هم أقدرُ مني.
سامحي ضعفي يا سيدتي!
وسامحي من لا يملك سوى الدمع يا أختاه
جهاد جبارة